إن حال غزة من حصار لا يخفي علينا... كم تجويع ومنع للسلع الاساسية والادوية
والوقود وغيرها من مستلزمات الحياة؟؟؟
لنتخيل أن هذا التجويع والحصار حدث لمدينة صغيرة او دويلة في اوروبا ... لن اقول
دولة تعداد سكانها يتخطي المليون ونصف ..لقامت قائمة الغرب والشرق ولم تقعد حتي
يرفعوا عنهم الحصار
فما بال اخواننا هانوا علينا
أين قلوبنا ؟
أين قلوب الملهوفين على إخوانهم؟
أين قلوبُ الخائفين من إلهٍ يرقُبُهم، ويحصي عليهم أعمالهم؟
ان لم يكن لنا طاقةٌ نَفُكُ بها حصارَهم عن إخواننا.. لضعف قوتنا وقلةِ حيلتنا وهواننا
على الناس.. إن لم يكن لنا طاقة بذاك، فليس أقلَ من أن نحاربَ اليهود ومن عاونهم
بسلاحهم...
ليس أقلَ من أن نحاربَهم عن طريق المقاطعة..
المقاطعة لمنتجات اليهود، ومن عاونهم،
المقاطعة لإسرائيل وأمريكا وإنجلترا.. ومن حذا حذوهم وسار على طريقتهم.
ألا تقاطعون قومًا قتلوا أبناءكم وإخوانكم وعشيرتكم؟
ألا تقاطعون قومًا خربوا دياركم؟
ألا تقاطعون قومًا جرفوا أرضكم؟
ألا تقاطعون قوما يمنعونا عن المسجد الاقصي بل ويريدون هدمه؟
نعم...
سنحاربهم بسلاحهم ...سنقاطعم ولكن بضوابط شريعتنا الاسلامية
نحن لا نستخدم المقاطعة إلا لجلب مصلحة هي أعلى من مصلحة أخرى، أو لدفع ضرر هو
أكبر من ضرر آخر.
نحن لا نستخدم المقاطعة في مصادرة ما لا يجوز لنا أن نصادره.. لا نجمد أرصدة أحد ولا
نسطو على أموال أحد.
نحن لا نستخدم المقاطعة لتدمير ما لا يجوز لنا تدميرُه.. فنحن المسلمون ضد حرق
ممتلكات الغير المدنية، سواء كان ذلك في بلادنا أو بلاد غيرنا، وسواء كانت البلاد
الأخرى محاربة لنا أو غير محاربة لنا..
المقاطعة بالضوابط الشرعية تعني أنه إذا عرضت عليّ سلعة مسلمة أو وطنية وأخرى
من دولة تعلن العداء السافر لنا أخذت السلعة المسلمة أو الوطنية لأقوي من اقتصاد
بلادي، وتجنبت السلعة الأخرى إضعافًا لاقتصاد دولة معادية.. أما إن كانت الدولةُ معاهدةً
أو غير محاربة جاز الشراء منها، وإن كان من الأفضل أن ننفع المسلمين..
المقاطعة بالضوابط الشرعية تعني أنني فقط قاطعت الشراء لكن مازالت السلعةُ سلعته..
ما صادرتها؟؟ وما أتلفتها؟؟ لكن فقط قاطعتها...
وأخيرا
أخي المقاطع في سبيل الله..
لا شك أنك ستتألم من مقاطعتك.. لا شك في ذلك.. وليس هذا بمستغرب.. فالدنيا سجن
المؤمن وجنة الكافر..
تذكر إخوانك المحاصرين في فلسطين والعراقِ وأفغانستان.. تذكر أنهم حرموا دون
إرادتهم، من أشياء قاطعتها أنت بإرادتك..
تذكر عدوا يقتل بيد ويبيع بالأخرى.. كيف تشتري منه؟!.
تذكر يومًا عصيبًا طويلاً نحاسب فيه.. مقاطعتك حسناتٌ في رصيدك.. لا تضيعها.
تذكر أن حرمانك من أشياءٍ بسيطةٍ في الدنيا، قد يورث جنةً لا حرمان فيها..
تذكر إلهاً ناظرًا إليك، مراقبًا لأعمالك، فرحًا بطاعتك، مؤيدًا لخطواتك
بقلم:عبد الفتاح على